بقلم/ روماني نادي
مساعد أمين الأنشطة السياحيه بقطاع شمال القاهرة بحزب حماة الوطن
وخبير في السياحه القبطية
أسمحوا لي بصفتي خبير وعاشق للسياحه القبطيه ان اسرد إليكم قصة تاريخ تأسيس الكنيسة القبطيه الأرثوذكسية والتي تمثل أقدم فصول تاريخ المسيحية.
في البدايه وضعت بذرتها في القرن الأول الميلادي ، ويتوجب هنا ان نستعرض تطور الكنيسة القبطية على مر العصور منذ تأسيسها وهي كالتالي :-
1. يعود تأسيس الكنيسة القبطية إلى القديس مرقس الإنجيلي، وهو أحد الرسل السبعين ومن تلاميذ السيد المسيح ، حيث وصل مرقس إلى مدينة الإسكندرية عام 42 م، وقام بنشر الرسالة المسيحية بين المصريين وأسس أول كنيسة قبطية في الإسكندرية، وهي المدينة التي أصبحت لاحقاً مركزاً رئيسياً للمسيحية في مصر وواحدة من الكراسي الرسولية الكبرى، إلى جانب روما وأنطاكية.
2. القرون الأولى: شهدت القرون الأولى ازدهاراً ونموا في المجتمع المسيحي القبطي، حيث إنتشرت المسيحية بين المصريين ، ومع ذلك واجه الأقباط اضطهاداً شديداً من الرومان الوثنيين، خاصة خلال فترة حكم الأباطرة الرومان مثل دقلديانوس وكان لهذا الإضطهاد تأثير كبير على الأقباط نتج عنه التمسك الشديد بإيمانهم أمام القتل والتعذيب، وسجلوا قصص الشهداء في السنكسار القبطي.
3. مجمع خلقيدونية والانقسام (451 م) : يعتبر مجمع خلقيدونية حدثاً حاسماً في تاريخ الكنيسة القبطية ، فقد عُقد المجمع لحل الخلافات العقائدية، لكن الأقباط رفضوا قراراته التي أعترفت بالطبيعتين للمسيح (الإلهية والبشرية) وفقاً لمذهبهم الذي يؤمن بالطبيعة الواحدة للمسيح.
وأدي د هذا الخلاف إلي إنفصال الكنيسة القبطية عن الكنائس الأخرى، وأصبحت تعرف بالكنيسة الأرثوذكسية ذات الطبيعة الواحدة.
4. دخول الإسلام إلى مصر (القرن السابع) : مع دخول الإسلام إلى مصر في عام 641 م بقيادة الصحابي والقائد عمرو بن العاص، تغيرت أحوال الأقباط، فقد حصلوا على حريات دينية مقابل دفع الجزية ، وبعد مرور وقت، تراوحت ظروف الأقباط بين فترات أستقرار وإضطهاد وظلت الكنيسة القبطية مستمرة، وحافظت على لغتها وتراثها وطقوسها، بالرغم من التحولات السكانية الكبيرة.
5. العصر الفاطمي (969-1171 م) : في فترة حكم الدولة الفاطمية، كان هناك نوع من التسامح الديني تجاه الأقباط نتج عنه ازدهار الحياة الثقافية والسماح للأقباط بممارسة شعائرهم الدينية بحرية نسبية، حتى أن بعضهم وصل إلى مناصب عليا في الدولة ، ومع ذلك واجه الأقباط أيضاً بعض الصعوبات، وخاصة خلال حكم الحاكم بأمر الله.
6. العصر المملوكي (1250-1517 م) : شهد الأقباط في ظل الحكم المملوكي فترات إضطهاد شديد، حيث فُرضت عليهم قيود اجتماعية ودينية، وشملت تقييد بناء الكنائس وفرض الضرائب الثقيلة ، مما ترتب علي هذه الفترة بشدة على الكنيسة القبطية وأدت إلى تراجع عدد الأقباط لكنهم تمسكوا بإيمانهم رغم الضغوطات التى عانوا منها.
7. العصر العثماني (1517-1798 م) : خلال الحكم العثماني، إستمر الأقباط في معاناتهم، ومع ذلك، شهدت الكنيسة القبطية بعض الإستقرار النسبي ، وتطورت طقوس الكنيسة وتم تسجيلها وتثبيتها بشكل واضح، مما ساعد في الحفاظ على تراثها وطقوسها.
8. النهضة القبطية (القرن التاسع عشر) : بدأت النهضة القبطية في القرن التاسع عشر، بسبب إهتمام الأقباط بتجديد الكنيسة وتحسين أوضاعها. وقام الأقباط ببناء مدارس وجمعيات خيرية، وأعادوا تأسيس الأديرة وتجديد طقوس العبادة. وكان للبابا كيرلس الرابع (1854-1861) دور كبير في هذه النهضة، حيث إهتم بتحديث النظام التعليمي للكنيسة.
9. العصر الحديث (القرنان العشرون والحادي والعشرون) : مع وصول البابا كيرلس السادس (1959-1971) والبابا شنودة الثالث (1971-2012)، بدأت الكنيسة القبطية في إستعادة دورها الإجتماعى والروحي، وتجديد الأديرة ونشر التعليم الديني وأستمرت الكنيسة في بناء الكنائس داخل مصر وخارجها، وتوسعت في خدمة المجتمع القبطي، وكذلك في المهجر، حيث ازداد عدد الأقباط في أوروبا وأمريكا وأستراليا.
10. التحديات الحديثة : في العصر الحديث، تواجه الكنيسة القبطية تحديات مختلفة، من ضمنها الحفاظ على الهوية القبطية وسط العالم المعاصر، ومواجهة بعض التحديات الاجتماعية والسياسية ومع ذلك، ما زالت الكنيسة القبطية تلعب دوراً بارزاً في دعم الأقباط وتمكينهم من ممارسة عقيدتهم بحرية.
والجدير بالذكر ، أن أقباط مصر يعيشون في عصر الجمهورية الجديدة بقيادة فخامة رئيس الجمهوريه عبد الفتاح السيسى في ايقونه من الحريه والدليل على ذلك ، توجيه فخامته قرار تحمل الدولة تكلفة إنشاء كنائس للطوائف المسيحية فى المدن الجديدة، إلى جانب المساجد والمدارس والحضانات، علوة علي بناء أكبر كنيسة وكاتدرائية فى مصر والشرق الأوسط بالعاصمة الإدارية الجديدة، كاتدرائية «ميلاد المسيح»، التى أبهرت العالم، وصارت محطة لزيارات المسئولين الغربيين، وأيقونة تؤكد إيمان الدولة بحرية المعتقد. |