كتبت/ ريهام البربري
Rehamelbarbary2006@yahoo.com
في ذات يوم ليس ببعيد، وتحديداً يوم 29 أكتوبر الماضي ،وبدون سبب يذكر أو تنويه مسبق، فوجئت بصفتي المهنية كرئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير تنفيذي للجريدة، وعضو مجلس إدارة المجلس الأعلى للصحفيين والإعلاميين العرب، بأحدى مسؤولي إدارة الإعلام بإحدى الشركات تقوم بإزالة عضوية الجريدة من المجموعة الأخبارية الخاصة بالشركة من برنامج واتساب، مع العلم أن الجريدة تقدم لهم ولغيرهم خدمات النشر الصحفي مجاناً باللغتين العربية والإنجليزية على مدار ال 24 ساعة، ولم يسبق إطلاقاً حدوث أى إشكالية بين الجريدة والشركة منذ بدء معاملاتنا المهنية معها على مدار ما يقرب من 18 عاماً، أو مع باقي الشركات الآخرى والتى لازالت الجريدة تتلقى أخبارها حتى لحظة كتاباتي لتلك السطور، بل هناك فضل كبير ينبغي أن ينسب لأصحابه في فريق عمل هذه الشركة وأخواتها ، فقد كانوا أكثر إدراكاً لأهمية دورنا الإعلامى ومن أهم الأعمدة الرئيسية الداعمة لبناء ركائز "أبو الهول"،مما ساعد الجريدة على الاِجتهاد والاِنطلاق بتميز وسط أقرانها محلياً ودولياً، وبتوفيق المولى عز وجل نعاهدكم أنه لن تتراجع الجريدة قيد أنملة أو يخفت حماسها في آداء رسالتها المتخصصة النزيهة والمتفردة كما ينبغي لرفعة هذا الوطن بكل مؤسساته، بل نفخر يوماً بعد يوم باِمتداد نافذتنا الإعلامية بجهود فردية جبارة نزيهة لنتألق اعلامياً وسط كوادر مهنية أكثر إحترافاً وإخلاصاً داخل وخارج مصر، وعراقيل اليوم ما هى إلا وقود نجاحنا غداً.
وبمناسبة هذا الإجراء الشاذ من نوعه على مدار تاريخ الجريدة، أردت أن أشير بصفة عامة لجميع متخذى القرار أن اِختيار المسؤول المناسب والكفؤ وصاحب الشخصية المتزنة أحد أهم أسباب نجاح المؤسسات، فالمدير غير الكفؤ يكبل طموحات كل من يتعامل معه بشكل مباشر أو غير مباشر وبالتبعية تتردى الإدارة وصولاً لأعمدة المؤسسة بأكملها.
وفي دول العالم الثالث، انتشرت مع الأسف الكثير من أجواء العمل غير الصحية بسبب أن المدير أو رئيس المؤسسة يتم اختياره دون الإرتكاز على قدراته وكفاءته وإنما لأسباب آخرى ممنهجة وغير سليمة.، وعادة المسؤول غير الكفؤ لا يهمه الإنتاجية أو اِنضباط العمل بقدر حرصه على البقاء مهيمنا على منصبه سنوات، بمعاونة أذرع عنكبوتية ترتدي نفس الفكر والسلوك في كل قطاعات المؤسسة ، فيصبح المناخ العام لبيئة العمل عقيماً في تقاليده الإدارية، ومسرحاً للشللية والدسائس ، مما ينعكس سلباً على المواطنين ، متناسين أنهم "خدام الجماهير" وبقاؤهم مرهون برضائهم عن المهام المنوطة بهم لا العكس!!
إن المأساة الحقيقية عندما نقبل التعايش مع الكثير من ممارسات الفساد بأنواعه، حتى بات متوغلاً مستشرياً في كل تفاصيل حياتنا اليومية بل ويحظى بقبول جارف عند الكثيرين باعتباره مسائل طبيعية وليست شاذة، دون التمرد عليها بالتغيير والإصلاح مما استنزف الكثير من طاقاتنا وجهدنا وشوه أرواحنا، وأصبح الوسيلة الأنجح لقضاء المصالح وإنجاز المهمات بكل سهولة ويسر وضمان عدم الحرمان من الحصول على الخدمات أو عرقلتها لأجل مسمى.
ومن ثم، لن يتم بناء عالم عادل وكوكب مستدام إلا من خلال العمل معاً على مكافحة الفساد والقضاء عليه بكل نزاهة وشفافية ، مما يتطلب منا المثابرة والتعاون وتضافر الجهود وتوفير مناخ متناغم يجمع بين إرادة الحكومات وأداء المؤسسات وتوعية المجتمعات وتغيير ثقافاتهم، قبل أن تتضخم فاتورة الفساد أكثرمن ذلك،ويصبح إرث عار للأجيال القادمة. |