بقلم المهندس/ فاروق شرف
استشاري ترميم الآثار
- المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية هو أحد أبرز المعالم الأثرية التي تُبرز التاريخ الغني لمصر خلال العصرين اليوناني والروماني.
- افتُتح المتحف اليوناني الروماني عام 1892 في الإسكندرية، وهو يركز على عرض الآثار التي تعود إلى العصرين اليوناني والروماني في مصر .. و اختير موقعه بالقرب من وسط مدينة مما يعكس أهمية المدينة كملتقى للثقافات والحضارات منذ تأسيسها على يد الإسكندر الأكبر.
- أنشئ المتحف بهدف حفظ وعرض المقتنيات الأثرية التي تُبرز التأثير الهلنستي والروماني على مصر.. ويتميز المتحف بتصميم معماري مستوحى من الطراز الكلاسيكي اليوناني والروماني .. فهو يحتوي على مزيج من العناصر المعمارية التي تعكس الطابع الإغريقي والروماني، مثل الأعمدة الكورنثية والزخارف المميزة.
- يضم المتحف فناءً داخليًا ومجموعة من الغرف والقاعات المخصصة لعرض القطع الأثرية بشكل مرتب بحسب العصور والموضوعات.
- يحتوي المتحف على تماثيل للإلهة إيزيس وأوزوريس، وتماثيل للإمبراطور أغسطس وغيرها من الشخصيات الهامة .. كما يحتوى على مجموعة واسعة من النقوش باليونانية واللاتينية التي توضح الحياة الاجتماعية والثقافية في تلك الفترة.
- وأيضا على مجموعة كبيرة من العملات الذهبية والنحاسية والفضية التي توضح تطور النظام الاقتصادي.
- يحتوى على الأواني الفخارية والزجاجية وهذه القطع الفنية تعكس جمال وحرفية الصناعات اليدوية في العصرين اليوناني والروماني.
- يوجد بالمتحف مومياوات محفوظة بشكل جيد تعود إلى العصر الروماني وتوضح اندماج الطقوس المصرية القديمة مع العناصر الرومانية.
ولذلك يعكس المتحف التفاعل الثقافي والحضاري بين مصر وحضارات البحر المتوسط .. ويُعد وجهة تعليمية وسياحية تسلط الضوء على جانب مهم من تاريخ مصر القديم.
- المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية خضع للعديد من أعمال الترميم والصيانة منذ افتتاحه، وذلك للحفاظ على مقتنياته الفريدة وضمان استمرار دوره كمؤسسة ثقافية وأثرية.
- فبعد افتتاحه لأول مرة عام 1892، تم توسيع المتحف في عام 1904 لاستيعاب المزيد من القطع الأثرية المكتشفة في الإسكندرية والمناطق المحيطة .. و أُضيفت قاعات عرض جديدة، وزُود المتحف بأحدث تقنيات العرض المتاحة في ذلك الوقت.
- في الخمسينيات والستينيات، أُجريت أعمال ترميم على المبنى، حيث تم إصلاح الأجزاء التالفة وتجديد القاعات، مع تحسين وسائل العرض والإضاءة لتناسب المتطلبات الحديثة .. و
استُخدمت تقنيات جديدة لحماية المقتنيات من عوامل التآكل والتلف الناتج عن الرطوبة العالية في الإسكندرية.
- أما فى الثمانينيات شهدت حملة صيانة موسعة شملت معالجة البنية التحتية للمبنى وتعزيز الجدران والأسقف .. كما تم ترميم بعض القطع الأثرية المتضررة نتيجة عوامل الزمن أو سوء التخزين في السابق.
- في عام 2005، تم إغلاق المتحف بالكامل لبدء مشروع ترميم وتطوير شامل. كان الهدف الرئيسي هو تحديث البنية التحتية وتجهيز المتحف بأحدث وسائل العرض والتقنيات الحديثة والتى شملت إعادة تصميم القاعات وترتيب القطع الأثرية بأسلوب أكثر تنظيمًا مع
تركيب أنظمة إضاءة وتحكم في المناخ داخل المتحف لحماية المقتنيات من تأثير الرطوبة ودرجات الحرارة .. كما تم إضافة تقنيات حديثة مثل شاشات العرض الرقمية ولوحات الإرشاد الإلكترونية.
- وفي سبتمبر 2023، أُعيد افتتاح المتحف رسميًا بعد انتهاء أعمال التطوير، ليعود بحلة جديدة تعكس تطور المفاهيم المتحفية.
- أعمال الصيانة الحالية وتشمل:
* مراقبة درجات الحرارة والرطوبة داخل قاعات العرض خاصة أن العديد من القطع الأثرية مصنوعة من مواد حساسة مثل : الورق – البردى – الخشب.
* ترميم القطع الأثرية إذا لزم الأمر بالتعاون مع خبراء الترميم.
فأهمية عمليات الترميم ساهمت في الحفاظ على مجموعة المتحف الفريدة وضمان عرضها بطريقة تعكس أهميتها التاريخية والثقافية .. وتعكس أعمال الترميم أيضاً التزام مصر بالحفاظ على إرثها الحضاري وجعله متاحًا للأجيال القادمة.
|