كتب/ محمود فرحات
كانت أجنوديس Agnodice واحدة من تلك النساء العظيمات في تاريخ البشرية، هى طبيبه إغريقية عاشت في القرن الرابع قبل الميلاد، عملت في الخفاء في ظل قيود صارمة تمنع عمل النساء في مهنة الطب وتفرض عقوبه الإعدام على من تمارسها.. كانت أجنوديس تريد دراسة الطب، فهربت إلى الإسكندرية حيث تلقت الطب على يد الطبيب هروفيلوس Herophilos (أحد أهم الأطباء في مدرسة الإسكندرية الطبية، والمعروف بأبو علم التشريح لأنه كان من أوائل العلماء الذين أجروا عمليات تشريح للجثث البشرية بشكل منهجي)
عادت أجنوديس إلى أثينا وعملت كطبيبة في منزلها بأثينا متنكرة في زي الرجال، وفي أحد الأيام أثناء مرورها بالمدينة، سمعت أجنوديس صراخ إمرأة في المخاض وحاولت مساعدتها، لكن المرأة الحامل التي إعتقدت أنها رجل ورفضت أي مساعدة، ولكسب ثقتها كشفت أجنوديس سراً أنها امرأة وقبلت المرأة مساعدتها، كان هذا بمثابة بداية نفوذ أجنوديس في أثينا سرعان ما علمت النساء بها، وبدأت جميع النساء الحوامل والمريضات في طلب خدماتها.. وبعد شهرتها بين المريضات إتهمها الأطباء المنافسين بإغواء نساء أثينا..
حوكمت أجنوديس، وأمام المحكمة أجبرت على الكشفت عن جنسها لهيئة المحلفين برفع رداءها أمامهم، وأتهمتها المحكمة بالممارسة غير القانونية لمهنة الطب لكونها امرأة..
دافعت عنها نساء أثينا اللاتي مدحن في العلاجات المؤثرة التي وصفتها لهن، وأمام ذلك تم تبرئتها.. وجراء ذلك أُلغي القانون الذي يمنع النساء من العمل كطبيبات في أثينا وأصبحت أجنوديس أول طبيبة نساء..
وللحديث بقية،، فحكايات التاريخ لاتنتهي.. |